أنظري ، يداك حمامتان بريتان في طقس غائم
عنكِ جئتُ ابحث في الفراغ وفيّ
وفي ذاكرة لا تعِ الطريق إلى بداياتها
لكن تكتفي بالقليل المخبأ بين طيات الوجود
عنكِ كنت أسأل حين اهدتني امي الحواس
وقالت إن بي من الروح ما يكفي النزول الى قعر الغيب
لأعرف أن نهايات أصابعي تشتهيكِ والعزف
تلكَ النايُّ نايي
والوتر السابع بالكمان هو اسمها مقشر كبرتقالة
هذهِ أغنيتي ، واللغة لا تنقذني من هشاشة اسمي بين أصابع مخيلتي .
عني أنا الوهم الدائري في مركز سقف مثلث ،
ولي ظهور بين نخلتين تظلان ملكتي من حر قلبها .
ولا أدرِ هل راودتها ؟
أم اختفيت في الأخضر البني نارا في فضاء قبر ليهتدي علي من يهتدي .
هذا الناي نايي
وتلك ليست اغنيتي .
وكصقر أحاولُ روحا تدافع عن عشها ،
وأرقص بليونة طيف ، على الأرض التي تفصل لغتي عن فمي .
فَقْد يدلني على سر الكون بيدي ،
فقد ليبقى السؤال عن لمعان المعنى قائما ،
فقد لأحدق في عينين واسعتين فأشعر بفرنفلة صفراء تفتحت لتضيء جنون دمي
لا فرق بيني وبين ما تراءى لي
ما بقينا نمشي إلى غواية السؤال الأخير
عارية قدم الروح ترقص بي لتكشف ارضاً تقشرها ريح الجنوب
حنطة جسدي في اول الصمت تزرعها وتحصدها يدي في الحقل الأكيد ،
يدي لها من سُداه المعنى البليد لغاتٌ و مآرب ذئبٍ في التلج ألِجُ
صعودا في الأبدية ، إلى ضلٍ واصلُ .
آخر يخرج مني ، يجلس قربي – وجهه كمن هوى من عمق الفضاء إلى أول فتحة ناي تعزف لحنا عن تمكن الرغبة من محتواها –
قال لي : لنذهب أنا وانت شريكا هذا الجسد
لنا سر يوحدنا بفراشة الكون ، صفراء لونها
وقال : فوضى هناك ، لكَ خطوة الوردة الحمراء في الظل ،
ولي القوة التي تمحو المعنى الأبيض عن حجر اسود ،
وسندرك معا أن فجر الكون ازرق خارج من رماد الذهن .
\ نصف صمتي لغتُك
ونصف القمر المعتم لغتي
لا تسأل أين تسري الفراشة
ومن سيغويها حين نتخذ صورة نملة أو حصاة أو نرجسة .