ينتابني سديم الكون الأول
بعثرات ذكريات في فضاء عاثر
وحي.. كنت أنا .. والآن غبار على أنف فراشة أزعجتك يوماً
طنين نحلة تبكي .. وأنت هاربة .. منزعجة أنا لا أريد لشيء أن يأخذني عنك
تهربين من عبير زهرة .. أستنشقك أنت .. وكل شيء يزعجني .. وتهربين من كل الأشياء
حتى منك .. وتأتين إلي .. حاملة صوتك اللاهث
هاربة من غناء العصافير .. لا شيء يدخل مسمعي سوى صوتك
أهرب بك.. أهرب بك إلى كل مكان .. إلى اللامكان.. أحدثك
منتمي أنا إلى ذبذبات صوتك مخترقة هاتفي الصغير
أجدت الهرب بك .. خرقت المطلق
أقف باباً على باب الزمان متألقاً بك .. بعناقك .. تأخذني من ظلي مني
من محيطي الواقعي .. من حكايات أمي والجدة قبل النوم
نعم
لقد أجدت الهرب سيدتي .. وأطلقتك في سمائي طائر وعلقت بك بقائي .. يا عنقاء المسافة
أجدت الهرب .. وأطلقتك ..
لم أتشبث بك .. لم أمسك بك مثلما أمسك بيداي حمامة بيضاء أقبلها..
لم أقيدك بذراعي .. وظننت أنك تهربين من كل الأشياء بي..
لم يخطر لي أبداً .. أنه سينبت لك جناحان .. وتطيرين كأسطورة .. وصفحات رتلها الخيال
نعم
سديم أنا .. وبعثرات في لا فضاء ولا أمل بي .. لإنفجار ينبتني من جديد .. كي أعود
سديم أنا